VI - مراحل التخطيط الاستراتيجي



تمر عملية التخطيط الاستراتيجي أو ما يسمى دورة حياة التخطيط الاستراتيجي بمجموعة من المراحل. كل واحدة منها محددة بدقة و متواجدة في تسلسل منطقي. فهذه المراحل تتسلسل في عملية دورية أو دائرية، كما يوضح الرسم أسفله. عادة تتم عملية التخطيط الاستراتيجي عبر  المراحل التالية:





هام:



إن مراحل التخطيط الاستراتيجي لا تشكل صيرورة خطية ودائرية تبتدئ من مرحلة الإعداد وتنتهي عند مرحلة التقييم، بل هذه الدائرة تأخذ شكل حلزوني مع مرور الوقت. والتنقل بين مختلف المراحل يبقى في مختلف الاتجاهات وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتتبع والتقييم الذي يجب أن يواكب جميع المراحل
 

المرحلة الأولى : إعداد عملية التخطيط الاستراتيجي

من أجل إنجاح عملية التخطيط الاستراتيجي. يجب الاستجابة لمجموعة من الشروط بدء من مباشرتها بكل انفتاح ثم إعطاء جميع المراحل وقتها الكافي و أخيرا عدم التردد في إعادة طرح تساؤلات حول المكتسبات حتى الأساسية منها و إن كان ذلك لمجرد تدعيمها.

المرحلة الثانية : تشخيص و تحليل الوضعية الحالية للمؤسسة

  /1 أهداف المرحلة

من أجل ضمان مرور باقي مراحل عملية التخطيط الاستراتيجي في ظروف ملائمة، يجب إعطاء أهمية قصوى لهذه المرحلة وذلك نظرا لأهميتها داخل الدورة الحياتية للتخطيط ونظرا كذلك لمدى تأثيرها و تفاعلها مع باقي المراحل. فالتشخيص من شأنه أن يدرس العوامل الداخلية والخارجية التي تؤهل أو تعوق النمو السليم للمؤسسة. انطلاقا من هذا، فان لجنة التخطيط هي مطالبة  بالحصول على أكبر عدد ممكن من المعلومات و المعطيات حول مختلف ميادين تدخل المؤسسة. هذه المعطيات سوف تجمع في بنك المعطيات يستعمل كمرجع لعملية التخطيط الاستراتيجي. وخلال هذه المرحلة يجب كذلك الحصول على المعطيات التي تساعد على تحديد نقط قوة ونقط ضعف المؤسسة وكذلك الإمكانيات المتاحة من طرف المحيط المؤسساتي  للمؤسسة والأخطار التي يمكن أن تتعرض لها المؤسسة من نفس المحيط.

2/ التشخيص و التحليل الداخلي للمؤسسة

في هذه المرحلة يتم التطرق إلى مجموعة من النقط التي هي في علاقة مباشرة مع حياة المؤسسة. يجب إعطاء الوقت الكافي لهذه المرحلة نظرا لطابعها التحليلي و التقييمي لتجربة وتاريخ المؤسسة. يجب مباشرة هذه المرحلة بكل موضوعية وبكل شفافية، لأنا  الوقوف على أخطائنا ليس عيبا وإنما العيب هو إغفال هذه الأخطاء وعدم مواجهتها. وقوف    المؤسسة على أخطائها يجعلها تطرح السؤال حول الأسباب وكيف يمكن تجاوزها في التخطيط الاستراتيجي المستقبلي وبالتالي ضمان دورة حياة التخطيط. يمكن تناول هذه المرحلة من خلال مناقشة وتحليل النقط التالية:
يتعلق الأمر هنا بجرد وتقييم المشاريع والبرامج المنجزة من طرف المؤسسة المعنية بالتخطيط الاستراتيجي. للوصول إلى هذا الهدف ينبغي على لجنة إدارة التخطيط أن تحضر الوثائق المتعلقة بالنقط التالية: 

Ø        لائحة المشاريع و البرامج الجارية
Ø        لائحة المشاريع و البرامج المسطرة على المدى القريب
Ø        لائحة الشركاء
Ø        طريقة العمل
Ø        المستفيدين المباشرين وغير المباشرين
Ø        ..............الخ

  3/تشخيص وتحليل مع توقع حاجيات السكان:

ضمان استمرارية ونجاح كل مؤسسة يبقى رهينا بمدى نسبة تفاعل هذه المؤسسة مع محيطها المباشر. هذا التفاعل يجب أن يؤدي إلى إشراك جميع الفاعلين المحليين في عملية تحليل وتحديد الحاجات الأولية للسكان. يبقى هذا الأخير طرف أساسي ورئيسي ولا يمكن الاستغناء عنه في هذه المعادلة، لأن كل ما سيتم تشخيصه وتحديده سينجز في محيط وواقع يبقى الإنسان فيه هو صاحب القرار الأخير.

المرحلة الثالثة: تشخيص و تحليل محيط المؤسسة:

نجاح كل مؤسسة يبقى رهين، بنسبة كبيرة، بمدى تطور وملائمة آليات ومقاربة العمل المتبعة من طرف هذه المؤسسة. كما يبقى كذلك نجاحها متعلق بمدى انفتاحها وتفاعلها مع مكونات وعناصر المحيط الخارجي. لأن هذا التفاعل يمكن  من معرفة التأثيرات الإيجابية والسلبية التي يمكن أن يخلفها هذا المحيط على برامج ومشاريع  المؤسسة

يضم المحيط العام للمؤسسة مجموع القطاعات والميادين ذات الصبغة العامة. ويتعلق الأمر هنا بالظرفية السياسية، التوجهات والسياسات العامة المتبعة من طرف الدولة، الوضعية الاقتصادية للدولة وباختياراتها التكنولوجية، الاختيارات الاستراتيجية وأخيرا بالسياق الاجتماعي/الثقافي. ويمكن تلخيص كل هذه النقط في معرفة وتحليل السياسة التنموية المتبعة من طرف الدولة في جميع المجالات ومدى تأثر هذه السياسات من طرف المحيط العالمي. في الغالب لا تتأثر المؤسسة بصفة مباشرة بمحيطها العام، إلا أن بعض الأحيان يمكن أن يؤثر بشكل كبير في مسار المؤسسة. كل الأحداث التي تنتج عن المحيط العام يمكن أن تأثر بشكل إيجابي أو سلبي على عمل المؤسسة، لهذا يجب على هذه الأخيرة أن تكون على علم بما يجري في محيطها، ثم تحليله حتى تتمكن من استغلال فوائده والاحتياط من مخاطره.

المرحلة الرابعة : تقييم القدرة المؤسساتية الإمكانيات البشرية، التقنية، المادية، التنظيمية، التواصلية...الخ للمؤسسة المعنية بالتخطيط الاستراتيجي

انطلاقا من خلا صات واستنتاجات المراحل السابقة، يجب تدارس مدى توفر الجمعية على الموارد الضرورية وكذلك مدى قدرة المؤسسة على تعبئة موارد أخرى من أجل تحويل هذه الخلاصات والاستنتاجات إلى أهداف استراتيجية. يتعلق الأمر هنا بقرار استراتيجي يجب إذن على المؤسسة أن تتسم بالواقعية والفاعلية في تقييم قدراتها.

المرحلة الخامسة : بلورة النظرة المستقبلية للمؤسسة

يبقى الهدف من هذه المرحلة هو صياغة النظرة المستقبلية للمؤسسة. إن تشخيص وتحليل المراحل السابقة سيمكن المؤسسة من فهم جميع العوامل الداخلية والخارجية التي من ِشأنها أن تأثر إما إيجابيا أو سلبيا على مستقبل المؤسسة. خلال هذه المرحلة، التي تعتبر كمرحلة استنتاجيه لجميع المراحل السابقة، ستكون المؤسسة قد بلورت تصورا للوضعية المستقبلية مبنيا على نتائج المراحل السابقة خاصة مرحلتي تحليل الوضعية والمحيط. 

المرحلة السادسة : تحديد الأهداف الاستراتيجية

ينعت الهدف بكونه استراتيجيا لأنه محدد للتنمية المحلية، إن الغاية منه هو تقليص الفارق بين الوضعية الحالية والنظرة المستقبلية. إن الإمكانيات المحدودة للمؤسسة لاتمكنها من الاستجابة لجميع متطلبات فئتها المستهدفة وشركائها، لذا يجب أن تحدد بشكل دقيق أهدافها الاستراتيجية. حيث أن كل خطئ على هذا المستوى يمكن أن يؤدي إلى مالا تحمد عقباه وبالتالي ضياع مجهودات المؤسسة.

هذه العملية التي تكتسي طابعا أساسيا يجب أن تشجع جانب الحوار بين جميع مراكز اتخاذ القرار داخل المؤسسة. إن اختيار الأهداف الاستراتيجية يمكن أن يتم بطرق مختلفة وعلى مجموعة من المراحل وذلك من اجل تبادل الآراء وتحقيق الإجماع.

المرحلة السابعة : وضع  خطة عمل لترجمة الأهداف الاستراتيجية

خطة العمل هي الطرق أو التكتيكات الأنجع من أجل ترجمة الأهداف الاستراتيجية الكبرى التي تم تحديدها على ارض الواقع. أن هذه الخطة يجب أن تضبط بشكل دقيق كل هدف استراتيجي وأهدافه الجزئية، والموارد البشرية، المادية والمالية اللازمة.

المرحلة الثامنة : تتبع وتقييم التخطيط الاستراتيجي  

يبقى الهدف من هذه المرحلة هو تتبع وتقييم مدى نسبة إنجاز ماتم تخطيطه استراتيجيا على ارض الواقع. يعتبر التتبع والتقييم جزء لايتجزء عن التخطيط الإستراتيجي. فالتتبع هو مسلسل منظم للحصول على معلومات حول سير خطة العمل ووضع هذه المعلومات رهن إشارة جميع المعنيين. فالتتبع يسمح كذلك بتقييم مدى نسبة تقدم خطة العمل تبعا لجدولة التنفيذ المرتقبة، وكذا مدى استجابة المشاريع لحاجيات السكان واقتراح حلول من تجاوز بعض المشاكل والحالات المستعصية، ومراجعة وتقويم خطة العمل حسب المستجدات .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

VII – تنفيذ وتتبع المشــروع

VIII – تقييم المشاريع

VI – تخطيط المشارع / وثيقة المشروع